منتدى الرقية الشرعية - Ruqya-Net
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الرقية الشرعية - Ruqya-Net

منتدى الرقية الشرعية - Ruqya-Net الرقية الشرعية منتدى الرقية الشرعية موقع الرقيه الشرعيه للعلاج بالقرأن الكريم والرقيه الشرعيه منتدى الرقية
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوسيفين




المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/12/2020

الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty
مُساهمةموضوع: الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة    الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty19.12.20 16:27

الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة 

عالم الجن والصرع الشيطاني وطرق العلاج

افضل شيخ مطوع راقي بالمملكة مجرب وسريع جدا علاجه 


بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .

أمَّا بعــدُ : فإنَّ العداوة بين الشيطان والإنسان قديمة .. وكان بدء ذلك يوم شَكَّل الله تعالى آدم قبل أن ينفخ فيه الروح ، فكان الشيطان يطيف به ويقول : لئن سُلِّطتَ عليَّ لأعصينك ، ولئن سُلِّطتُ عليك لأهلكنك (1).

فلمَّا نفخ الله تعالى في آدم عليه السلام الروح ، وأمر ملائكته بالسجود لأبينا آدم عليه السلام:أبى العدو الأول إبليس لعنه الله تعالى السجود - عناداً واستكباراً - وأعلن الحرب على آدم عليه السلام وذريته إلى يوم الدين ..وقد أخبرنا الله سبحانه في كتابه الكريم عن قصة الصراع الدائمة بين آدم وذريته والشيطان ؛ فقال سبحانه حاكياً لنا ما طلبه الشيطان ويتمنى حصوله :


( قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *قَالَ إِنَّكَ مِـنَ الْمُنْظَرِينَ*قَالَ فَبِمَا أَغْـوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ  [سورة الأعراف،الآية:14-17] .

وحذَّرنا الله سبحانه من الشيطان في مواطن كثيرة من كتابه الكريم ؛ لعظيم فتنة ذللك العدو وكيده ومهارته في أساليب الغواية لبني الإنسان ، فقال تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ .. ) [سورة الأعراف، الآية:27 ].

وقال عزَّ وجلَّ : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [سورة فاطر، الآية:6 ].

وقال سبحانه : (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً ) [سورة النساء،الآية 119].

وعداوة الشيطان لا تحول ولا تزول ؛ لأنه يرى أنَّ طرده ولعنه كان بسبب أبينا آدم عليه السلام ، فلابدَّ أن ينتقم من آدم وذريته من بعده :  ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً ) [سورة الإسراء، الآية:62 ].

وفي المسند وسنن النسائي بسندٍ حَسَنٍ عن سبرة بن أبي فاكه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه ، فقعد له بطريق الإسلام ، فقال لـه : أتسلم وتذر دينك ودين
آبائك وآباء أبيك،قال:فعصاه فأسلم ، ثم قعد له بطريق الهجرة ، فقال:
أتهاجر وتذر أرضك وسماءك ، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطَّول ، قال : فعصاه فهاجر ، قال: ثم قعد له بطريق الجهاد ،و هو جهاد النفس والمال، فقال :تقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال، قال : فعصاه فجاهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمن فعل ذلك منهم فمات كان حقاً على الله أن يدخله الجنة ، أو قتل كان حقاً على الله عزَّ وجلَّ أن يدخله الجنة ،وإن غرق كان حقاً على الله أن يدخله الجنة ، أو وقصته دابته كان حقاً على الله أن يدخله الجنة ) .

وكان من كيد الشيطان وأساليب الغواية عنده : تَسلُّطه على قلوب عباد الله تعالى بالوسـوسة في زعزعة عقائدها وتوحيدها لربها عزَّ وجلَّ ،وكذلك وسوسته في أمور العبادة : من طهارة وصلاة وغير ذلك ..

ووساوس عدو الله تعالى لبني آدم كثيرة جداً ، والمرقوم في هذه الأوراق بعض من أنـواع الوسوسة الإبليسية وكيفية الوقاية منها ، فأقول مستعيناً بالله تعالى الموفق لكلِّ خير :

الوسوسة في اللغـة :

على وزن فَعْلالٌ من وَسْوَسَ ،وأصل الوَسْوَسَة : الحركة أو الصوت الخفيُّ الذي لا يُحَسُّ فيحترز منه .
ومن ذلك : سُمِّي صوت الحَلْي بالوسواس .

قال الأعشى :



تسمع للحَلْي وسـواساً إذا انصرفت ... كما استعـان بريح عِشْرِق زَجِلُ(1)


يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في بدائع الفوائد(2/783):
( وسوسة الحَلْي : وهو حركته الخفية في الأُذن،والظاهر -والله تعالى أعلم-: إنها سميت وسوسة: لقربها وشدة مجاورتها لمحل الوسوسة من شياطين الإنس ،وهو الأذن فقيل:وسوسة الحلي ؛لأنه صوت مجاور للأذن كـوسوسة الكـلام الـذي يلقيه الشيطان في أذن من يوسوس له )(2) .

حَـدُّ الوسوسة - تعريفها - :
الوسوسة : حديث النفس والأفكار الرديئة ، وما يلقيه شياطين الجن والإنس في قلب المرء مما لا خير ولا نفع فيه لقصد إضلاله (3).




__________
1- العشرق : بكسر العين وسكون الشين وكسر الراء : شجر كثير الثمر ، وثمره كحب الزبيب ، طيب المذاق والرائحة ، إذا حركته الريح تسمع له زجلاً، أي صوتاً . اللسان ،وتاج العروس (مادة:عشرق) .
2-وانظر:النهاية(5/186)والمحيط في اللغة(8/418)واللسان(15/293)وتاج العروس(9/31) .
3-المفرادات، للراغب(ص552)والنهاية(5/186)وفتح الباري(5/161)وآكام المرجان،(ص192)ولقط المرجان(128)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوسيفين




المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/12/2020

الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة    الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty19.12.20 16:28

قال الله تعالى :  ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) سورة ق،الآية:16.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- : ( فالنفس لها وسوسة ؛كما قال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ) .
فهذا توسوس به نفسه لنفسه، كما يقال :حديث النفس، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله تجـاوز لأمتي عما حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به ) أخرجاه في الصحيحين .

فالـذي يوسوس في صـدور الناس نفسـه،و شياطين الجن، وشياطين الإنس .
و الوسواس الخناس : يتناول و سوسة الجنة ووسوسة الإنس ،وإلا أيّ معنى للاستعاذة من وسوسـة الجـن فقط، مع أن وسوسة نفسه وشياطين الإنس هي ممَّا تضره،وقد تكون أضرّ عليه من وســـوسة الجن) (1).

وهذه الوسوسة النفسية:

أفكار رديئة تزينها النفس الأمارة بالسوء للعبد حتى توقعه في مخالفة الشريعة والأخلاق الفاضلة،وللشيطان فرح بها ، فهو : يحسنها للعبد ويخيلها له في خيال تميل نفسه إليها ،فتصير إرادة ، ثم لا يزال يُمَنِّي ويشهي ، ويُنَسِّى عِلْمَه بضررها،ويطوي عنه سوء عاقبتها ،فيحول بينه وبين مطالعته،فلا يرى إلا صورة المعصية والتـذاذه بها فقـط،ويَنسى ما وراء ذلك ،فتصير الإرادة عـزيمة جازمة ،فيشتد الحـرص عليـها من القـلب ، فيبـعث الجنود في الطـلب فيبـعث الشيــطان معـهم مَـدَدَاً لهم وعوناً ، فإنْ فتروا حركهم ،وإن وَنَوْا(2) أزعجـهم كما قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً )سورة مريم،الآية :83.أي: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجاً، كلَّما فتروا أو وَنَوْا أزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم ،فلا تزال بالعبد تقوده إلى الذنب وتنظمُ شمل الاجتماع بألطف حيلة وأتم مكيدة ، والله المستعان(3) .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى(5/508):
(بل الشيطان يلتقم قلبه-أي الإنسان- فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل قلبه عن ذكره وَسْوس ، ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ،ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له ،وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر صفية- رضى الله عنها-: (إنَّ الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم ) ،وقرْبُ الملائكة والشيطان من قلب ابن آدم مما تواترت به الآثار سواء كان العبد مؤمناً أو كافراً ) .




__________
1-مجموع الفتاوى(17/509-513) وانظر: مجموع الفتاوى(17/517) والتفسير الكبير(7/567-572)ومجموعة الرسائل والمسائل(1/169) .

2-أي: ضعفوا .
3-انظر: بدائع الفوائد،لابن القيم(2/795-796) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوسيفين




المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/12/2020

الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة    الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty19.12.20 16:29

2- وسوسة الجن والشياطين : سيأتي الحديث عنها - بَعْدُ- إن شاء الله تعالى .


3- وسوسة شياطين الإنس :
شياطين الإنس هم عمدة إبليس من بني آدم الذين اختارهم في صفوف جنوده لإغواء بعضهم البعض ..
يقول الله سبحانه مبيناً تعاونَ شياطين الجن والإنس في الإغواء والإضلال ، وإيحاءهم لبعضهم البعض بذلك : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْـــرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) سورة الأنعام،الآية: 112 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- : (أخبر-سبحانه- أن جميع الأنبياء لهم أعداء وهم شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض القـول المزخرف ،وهو المُزَيَّن المحسَّن يغررون به ، والغـرور هو التلبيس والتمويه ، وهذا شأن كل كلام وكل عمل يخالف ما جاءت به الرسل.. )(1).

وعن قتادة -رحمه الله - قال مفسراً هذه الآية : ( إن من الجن شياطين،ومن الإنس شياطين يوحي بعضهم إلى بعض )(2).
وعند الطبري في التفسير(5/315) عن مجاهد-رحمه الله- قال في تفسير هذه الآية : (كفار الجن شياطين، يوحون إلى شياطين الإنس، كفار الإنس زخرف القول غروراً ) .
وقال مالك بن دينار-رحمه الله-: (إن شيطان الإنس أشد عليَّ من شيطان الجن ، وذلك أني إذا تعوذت بالله ذهب عني شيطان الجن ، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي )(3).

ويقول الإمام ابن جرير -رحمه الله- في التفسير(5/314) :
(وأما قوله: ( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) فإنه يعني : أنه يُلقي الملقي منهم القول الذي زيَّنه وحسَّنه بالباطل إلى صاحبه ، ليغتر به من سمعه ، فيضل عن سبيل الله ) .


__________
1- مجموع الفتاوى (9/33و18/56) وانظرها : (28/36) ومنهاج السنة النبوية(5/187ومابعدها ) .
2-رواه عنه عبد الرزاق في تفسيره (2/216) ومن طريقه الطبري في التفسير(5/315).
3-تفسير القرطبي(7/68) قال العجلوني في كشف الخفاء(2/23) :
( قال القاري: هو من كلام مالك بن دينار ،ولعله مقتبس من قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ ) حيث قدم شياطين الإنس ، لأنَّ شيطان الجن تذهب وسوسته بالتعوذ ، ولأنَّ قوة تأثير الصحبة في اتحاد الجنس ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوسيفين




المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/12/2020

الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة    الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty19.12.20 16:30

ومن الأدلة الوارد في بيان أن الإنس لهم التأثير البالغ في إغواء بعضهم البعض ، قـوله سبحانه في سـورة الناس : ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )
ففي هذه بيان للذي يوسوس ،وأنهما نوعان : إنس وجنٌّ . فالجني يوسوس في صدر الإنسي ،والإنسي -أيضاً- يوسوس إلى الإنسي، فالموسوس نوعان : إنس وجن ،والموسوس إليه نوع واحد وهو الإنس ،وقد قدمنا أن الوسوسة هي الإلقاء الخفي في القلب ، وهذا يشترك بين الجنِّ والإنس (1).

وجاء في تفسير عبد الرزاق الصنعاني-رحمه الله-(3/410)عن قتادة في قـوله تعـالى : ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) قـال: (إنَّ من الناس شياطين، ومن الجن شياطين فنعوذ بالله من شياطين الإنس والجن ) .

فبين قتادة أنَّ المعنى : الاستعاذة من شياطين الإنس والجن .
وروى ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى : (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) قال : (الخناس الذي يوسوس مرة ويخنس مرة من الجن والإنس ، وكان يقال : شيطان الإنس أشدُّ على الناس من شيطان الجن ، شيطان الجن يوسوس ولا تراه ، وهذا يعاينك معاينة )(2).

فإذا اتضح ما تقدم تقريره ، فاعلم : أن شياطين الإنس هم جماعة من الناس محسوسة ، نعيش ونتعامل معهم ، وصفاتهم الـخَلْقية كصفاتنا ،ولكن ممارستهم للإفساد بين البشرية ،وقيامهم بالدور الذي تقوم به شياطين الجن ، هو الأمر الذي يميزهم عن بقية الناس ، إنهم يقومون بهذا الدور في السر والعلانية ،ولذلك كان خطرهم أكبر على البشرية من شياطين الجن ،كما قال مالك بن دينار : (إن شيطان الإنس أشد عليَّ من شيطان الجن ، وذلك أني إذا تعوذت بالله ذهب عني شيطان الجن ، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي ).

وكما قـال ابن زيد : (شيطان الإنس أشدُّ على الناس من شيطان الجـن ، شيطـان الجن يوسـوس ولا تراه ، وهذا يعاينك معاينة ) .

فهذه الكــلامات الصـادقة الكاشفة من هؤلاء الأئمة الأعلام-رحمهم الله-تيبن حقيقة شياطين الإنس ، وأنهم من تميز بالفساد والدعوة إلى الرذيلة والأخلاق المذمومة ..

وهذا الصنف من الناس : تراهم في واقع وجودهم لا همَّ لهم إلا حبّ الشهوات وإلقاء الشبهات في قلوب العباد ..

ومن صفاتهم : حبُّ الزعامة والشهرة الكاذبة ..والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف .. والتسلط على العباد تعذيباً وقهراً وإذلالاً ..

وشياطين الإنس : هم عبيد الشهوة والهوى ، الذين ابتكروا أساليب الغواية ..وتفننوا في إضلال العباد بكلِّ ما يملكون من مال وجهد ؛ فنعوذ بالله منهم -كمْ أوقعوا بوسائل إعلامهم وكتاباتهم من أُناس كانوا على جادة الصواب والأخلاق السوية .. والله المستعان .

وشياطين الإنس : هم ألئك المترفون الذين امتلأت جيوبهم وبطونهم من الحرام على حساب جَوْعة المساكين من رِعاع الشعب،ثم قاموا بتسخير تلك الأموال في خدمة ما توحيه إليهم شياطينهم ،فابتكروا كلَّ وسيلة وأداة رضيتها شياطينهم لإفساد الناس .
فهذا الجمْعُ الظالم لنفسه ولغيره : هم بؤرة الشيطان ،وسعادته التي يفرح بها في عالم ألاعيبه ،وأساليب غوايته ..

فكل فساد نراه في الأرض اليوم هو من إيحاء شياطين الجن والإنس : ( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) 3) .

والبشرى لهؤلاء الظالمين إن لم يتوبوا : إنَّ عذاب الله عزَّ وجلًّ حاصلٌ لكم ، وهو آت وقريب ..

قال سبحانه : (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً)سورة النساء،الآية:119-120 .

ويقول تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ )سورة المجادلة،الآية:19.

وقال عزَّ وجلَّ: (فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً) سورة مريم،الآية:68 .








__________
1-انظر:بدائع الفوائد،لاين القيم(2/808)وآكام المرجان،للقاضي الشبلي(ص195)ومجموع الفتاوى،لابن تيمية(17/512-513).
2-أخرجه ابن جرير في التفسير(12/753) .
3-انظر:عالم الجن،لعبد الكريم عبيدات(560-569) .
    ومن وسائل دفع شياطين الإنس ،والاحتراز منهم : 1- التباعد عنهم ،وعدم الاجتماع بهم والأُنس بهم ، فإنَّ شيطان الإنس إنما يغوي إذا لاذ به الإنسان وصاحبه حتى صار من إخوانه ، كما ورد في الحديث الذي أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لاتصحبْ إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ ) حديث حسن. 2- الاستعاذة بالله تعالى منه ؛ فإنه إذا أغواه ،وزين له معصية ربه ،فاستعاذ بالله منه ، عصمه الله عزَّ وجلَّ من تأثير وسوسته في قلبه ،وسلَّمه منه بحوله وقوته ، فإنَّ الله تقدس اسمه:سميع باستعاذة عبده ، عليم بإغواء شيطانه(1). كيفية وسوسة الشياطين والجن : الشيطان له استطاعة -بإذن الله تعالى- في الوصول إلى فكر الإنسان وقلبه بكيفية غير معلومة لنا معاشر بني آدم،وهذا الوصول ما يسمى بالوسوسة . __________ 1-انظر: مصائب الإنسان من مكائد الشيطان(ص19-20)وزاد المعاد(3/161)وإغاثة اللهفان(1/96).
وهي قسمان : القسم الأول :

من داخل الجسد ،ومحـلها صـدور الناس ،كما قـال سبحانه :  الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ  .

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: (قوله تعالى: الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ صفةٌ ثالثة للشيطان ،فذكر وسوسته أولاً، ثم ذكر محلها ثانياً، وأنها في صدور الناس ، وقد جعل الله للشيطان دخولاً في جوف العبد، ونفوذاً إلى قلبه وصدره،فهو يجري منه مجرى الدم ،وقد وُكِلَ بالعبد فلا يفارقه إلى الممات ) .

ويقول في موضع آخر: (وتأمل السر في قوله تعالى: يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِولم يقل في قلوبهم،والصدر هو ساحة القلب وبيته ، فمنه تدخل الواردات إليه، فتجتمع في الصدر ثم تَلِجُ في القلب،فهو بمنـزلة الدِّهْليز له، ومن القلب تخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر ، ثم تتفرق على الجنود،ومن فـهم هـذا فهم قوله تعالى: وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ سورة آل عمران،الآية: 154 .
فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته، فيُلقي ما يريد إلقاءه في القلب ،فهو موسوس في الصدر ووسوسته واصلة إلى القلب ،ولهذا قال تعالى :  فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ  سورة طـه،الآية:120.


ولم يقل فيه ،لأن المعنى : أنه ألقى إليه ذلك وأوصله إليه فدخل في قلبه )(1).
وقال القاضي أبو يعلى-رحمه الله- (الوسواس يحتمل أن يكون كلاماً خفياً يدركه القلب،ويمكن أن يكون هو الذي يقع عند الفكر،ويكون منه مس ودخول في أجزاء الجسد ..) .

ويجيب الإمام ابن عقيل-رحمه الله-عن كيفية الوسوسة ،فيقول:
( فإنْ قال لك قائل:كيف الوسوسة من إبليس،وكيف وصوله إلى القلب ؟ قل : هو كلام على ما قيل تميل إليه النفوس والطبع .وقد قيل : يدخل في جسد ابن آدم لأنه جسم لطيف ويوسوس ،وهو أنه يحدث النفس بالأفكار الرديئة )(2).



__________
1-بدائع الفوائد(2/793و802-803) .
2-انظر:آكام المرجان(193-194)ولقط المرجان(127-128).
ومن الأدلة على ذلك :

ما جاء في الصحيحين من حديث الزهري عن علي بن حسين عن صفيـة بنت حيي-رضي الله عنها- قالت: كان رسـول الله صلى الله عليه وسلم معتكـفاً ، فأتيتـه أزوره ليـلاً، فحــدثته ، ثم قُـمتُ فانقلبتُ ، فقام معي ليقلِبَني- وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد- فمرَّ رجلان من الأنصار، فلمَّا رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( على رسلكما إنها صفية بنت حيي ) فقالا: سبحان الله يا رسول الله ! فقال : (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ،وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءاً ) .

وفي الصحيحين- أيضاً- عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا نُودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضُرَاطٌ ،فإذا قُضِيَ أقبل، فإذا ثُوِّب بها أَدْبَر ،فإذا قُضِيَ أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه ،فيقول: اذكرْ كذا اذكر كذا ،حتى لا يدري أثلاثاً صلى أم أربعاً، فإذا لم يَدرِ أثلاثاً صلى أم أربعاً سجد سجدتي السهو ) .

ومن الآثار الواردة عن السلف:ما قاله ابن عباس-رضي الله عنهما- : (قال الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس ،وإذا ذكر الله خنس ) .

وقال مجاهد-رحمه الله -في قوله تعالى:  الوسواس الخناس  قال: الشيطان يكون على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله خَنَسَ ) .
وعن قتادة-رحمه الله-في قوله تعالى : مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (يعني: الشيطان يوسوس في صدر ابن آدم ،ويخنس إذا ذكر الله)(1).

فالخناس : فعَّالٌ من خَنَس يَخْنِسُ : إذا توارى واختفى.وأصل الخنوس : الرجوع إلى الوراء .
يقول ابن القيم : (العبد إذا غفل عن ذكر الله جَثَم على قلبه الشيطان وانبسط عليه، وبذر فيه أنواع الوساوس التي هي أصل الذنوب كلها ، فإذا ذكر العبد ربه، واستعاذ به انخنس وانقبض كما ينخنس الشيء ليتوارى ،وذلك الانخناس والانقباض هو- أيضاً-تجمُّعٌ ورجوعٌ وتأخـرٌ عن القلب إلى خارج، فهو تأخرٌ ورجوعٌ معه اختفاء … وجيء من هذا الفعل بوزن فعَّال الذي للمبالغة دون الخانِس والمُنْخَنِس إيذاناً بشدة هروبه ورجوعه وعظم نفوره عند ذكر الله، وأنَّ ذلك دأبه ودَيْدَنُهُ، لا أنه يعرض له ذلك عند ذكر الله أحياناً ،بل إذا ذكر الله هرب وانخنس وتأخر ، فإنَّ ذكر الله هو مِقْمَعَتُه التي يُقمع بهـا كما يُقمع المفسـد والشرير بالمقامع التي تردعه؛ من سياط وحديد وعصي ونحوها .

فذكر الله يَقمع الشيطان ،ويؤلمه ويؤذيه ،كالسِّياط والمقامع التي تُؤذي من يُضرب بها ،ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلاً ضئيلاً مُضنىً مما يعذبه المؤمن ويقمعه به من ذكر الله وطاعته ..
فمن لم يعذبْ شيطانَه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته، عذَّبه شيطانُه في الآخرة بعذاب النار ،فلا بدَّ لكلِّ أحدٍ أن يُعَذِّبَ شيطانَه أو يُعذِّبُه شيطانُه )(2).




__________
1-انظر: تفسير الطبري(12/752-753)والبغوي(4/548)وفتح الباري(8/614)والدر المنثور،للسيوطي(6/722).

2-بدائع الفوائد (2/791-793) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوسيفين




المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/12/2020

الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة    الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty19.12.20 16:30

وما تَقَدمَ ذِكْرهُ : هو في وسوسة إبليس وجنده ، أمَّا المُصاب بنوع مسٍّ من الجنِّ ؛ فكذلك له تسلط على الإنسي بالوسوسة. وطرائقُها كالشيطان القرين ، وقد يزيد على ذلك بإسماع الإنسي أصوات حديث من صدر الممسوس ،أو بطنه،أو غير ذلك .. وترى المبتلى بالمسِّ متكلماً مع نفسه في كثير من الأوقات خاصة في خلواته .
وهذا الكلام حقيقته : حوار يكون بينه وبين الجان الماسِّ له،نعوذ بالله من فتن الشيطان ،والجن وإغوائهم ، وهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوسيفين




المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/12/2020

الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة    الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty19.12.20 16:32

القسم الثاني من وسوسة الشياطين والجن :


وهذا القسم تكون كيفيَّة الوسوسة الإبليسية ، وكذلك الجان المتسلط على بني آدم: من الخارج،ولهم-نعوذ بالله تعالى منهم- أساليب متباينة،ومكر كبَّار(1)لا يفطن له كثير من الناس إلاَّ من رحم الله سبحانه وعصم ، ومن ذلك :
أنه قد يسمع الإنسي أصوات الشيطان ولا يرى له جسماً ، والممسوس يسمع هذه الأصوات دون غيره من الناس .

وقد تتشكل الجنُّ بصور مختلفة يراها البعض من البشر ، ويراهم الممسوس ويكون بينهما حوارات وكلام .. وقد تزين له الفاحشة وغيرها من أمور الفساد .

وأحيــاناً تأتي النـاس وتُعرِّفـهم بأنهـــا من الجن ، وفي بعض الأحيان تكـذب في قـولها فتزعم أنهـا من المــلائكة..

__________
1-المكر الكبَّار: هو المكر العظيم ،ومنه قوله تعالى : )وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً( سورة نوح،الآية:22 .
وأحياناً تسمي نفسها برجـال الغيب(1) ، أو تدعي أنها من عالم الأرواح(2) .. وغير ذلك من وسائل الوسوسة الخارجية ،والتلاعب والغواية لابني آدم ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في مجموع الفتاوى(17/509-510) : (ليس من شرط الموسوِس أن يكون مستتراً عن البصر،بل قد يُشاهد، قال تعالى: )فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ%وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ(سورة الأعراف،الآية:20-21.


__________
1-انظر: منهاج السنة ،لاين تيمية (1/552 ،و3/380،و8/262)ومجموع الفتاوى(1/362،و11/294،و443،و13/71،و216و17/و465 وشرح الطحاوية (571) .
2-انظر : عالم الجن ،لعمر الأشقر(93وما بعدها)وعالم الجن،لعبيدات(425)وتحضير الأرواح،لمجدي الشهاوي . وكتاب الفراقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان،لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فهو غاية في فضح أساليب الجن ،وطرق الغواية عندهم .
وهذا كلام من يعرف قائله ليس شيئاً يُلقى في القلب لا يدرى ممن هو، و إبليس قد أُمر بالسجود لآدم فأبى و أستكبر ، فلم يكن ممن لا يعرفه آدم وهو ونسـله يرون بني آدم من حيث لا يرونهم ، وأما آدم فقد رآه .
وقد يرى الشياطينَ و الجنَّ كثيرٌ من الإنس ،لكـن لهم من الاجـتنان والاستتار ما ليس للإنس ،وقد قال تعالى: )وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُم(سورة الأنفال،الآية:48 . وفى التفسير و السيرة أن الشيطان جاءهم في صورة بعض الناس(1)، وكذلك قوله : )كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ(سورة الحشر،الآية:16 .
__________
1-جماهير المفسرين على أن الشيطان جاءهم في سورة سراقة بن مالك بن جعشم ،وقاله شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية(2/492) .وهذا مروي عن ابن عباس-رضي الله عنهما- عند ابن جرير في التفسير،وابن أبي حاتم في التفسير(5/1715)والبيهقي في الدلائل(3/111) وابن مردويه كما في الدر المنثور(4/77-78).وانظر: سيرة ابن هشام(2/89)وسبل الهدى والرشاد(3/231)وزاد المعاد(3/50)وشرح المواهب اللدنية(2/94) .
ويقول الإمام ابن القيم-رحمه الله-في البدائع(2/808) :

( فالموسوس نوعان : إنس وجن، فإن الوسوسة هي الإلقاء الخفي في القلب ،وهذا مشترك بين الجن والإنس ،وإنْ كان إلقاء الإنسي ووسوسته إنما هي بواسطة الأذن ،والجني لا يحتاج إلى تلك الواسطة ؛لأنه يدخل في ابن آدم ويجري منه مجرى الدم .
على أن الجني قد يتمثَّلُ له ويوسوس إليه في أذنه كالإنسي،كما في البخاري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ الملائكة تُحَدِّثُ في العَنَانِ-والعنان الغمام-بالأمر يكون في الأرض،فتَسْتَمِعُ الشياطين الكلمةَ فتَقُرُّها في أُذُن الكاهنِ كَمَا تَقُرُّ القارُورَةُ(1)فَيَزيدُونَ معَها مائةَ كَذْبةٍ مِنْ عِنْدِ أنفُسِهم ) فهذه وسوسة وإلقاء من الشيطان بواسطة الأذن .. ) .

__________
1-قوله صلى الله عليه وسلم : (كَمَا تَقُرُّ القارُورَةُ ) معناه : أنه كما يسمع صوت الزجاجة إذا حلت على شيء أو ألقي فيها شيء ،وقال القابسي: المعنى: أنه يكون لما يلقيه الجني إلى الكاهن حس كحس القارورة إذا حُركت باليد، أو على الصفا . وقال الخطابي:المعنى: أنه يطبق به كما يطبق رأس القارورة برأس الوعاء الذي يفرغ فيه منها ما فيها ) الفتح(10/220) .
والآثار في تشكل الجنِّ وإغوائهم لابني آدم كثيرة ، وذكرها في هذا الموضع يطول ، وللكشف عنها تُنظر الكتب المؤلفة في البحث عن أخبار الجن والشياطين(1).

والمقصود معرفته : أن الجن لهم قدرة -بإذن الله تعالى- في الوسوسة والتسلُّط الخارجي على الإنسان ،والمحفوظ من حفظه الله عزَّ وجلَّ ، والله سبحانه العاصم والموفق لكلِّ خير .


__________
1-ومنها : آكام المرجان،للشبلي،ولقط المرجان،للسيوطي،وعِقْد المرجان،لابن برهان الحلبي،وعالم الجن،لعمر الأشقر،وعالم الجن،لعبد الكريم عبيدات،وكذلك المذكور في تضاعيف كتب الصحاح والسنن ،والسير والتاريخ .. في سلسلة يطول تعدادها .
من أعراض الوسوسة :
للوسوسة أعراض يجدها الإنسان في نفسه وتصرفاته وأخلاقه ،وهذه الأعراض لا يلزم من وجود جميعها في الإنسان حتى يحكم عليه أنه موسوس ، بل وجود بعضها مع استمراره يكون وصفاً صادقاً بأن يحكم على الشخص أنه موسوس ،وهذه الأعراض أذكرها على سبيل الإجمال :
1- عدم الشعور بالراحة والطمأنينة والتركيز .
2- كثرة التفكير وشرود الذهن .
3- كثرة الوسوسة في أمور العقيدة والتوحيد .
4- الوسوسة في الطهارة ،والصلاة ،وأمور العبادة ..
5- عدم الانضباط في الأفعال والأقوال .
6- كثرة شكوك الموسوس فيمن حوله ، وعدم الثقة في الآخرين .
7-يشعر المبتلى بالوسوسة : أنه شخص ناقص ،وغير مؤثر في الآخرين ،بل يرى نفسه أنه محتقر من جميع من الناس ،وحتى من الأقربين إليه .
8- يُفَسِّر كلامَ الغيرِ على محامل السوء في غالب الأحوال .
9- تجدُه سريعَ الانفعال ، وذا حدَّة في الكلام والنظرات .
10- الانطواء وحبّ الوِحْدة ،وعدم مخالطة النَّاس .
11- الشعور بالضعف والضيق والخنقة .
12- إذا تمكنت الوسوسة من المرء ؛ فإنها تؤدي إلى الهيام وضياع ذلك الإنسان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوسيفين




المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/12/2020

الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة    الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة  Empty19.12.20 16:32

من أنـواع الوسوسـة :
كيد الشيطان ومكره لا يقتصر على نوع واحد من الإغواء والإضلال والوسوسة؛بل له تفنن وتلون في إيقاع بني آدم في الضياع والضلال ؛ إذ غايته القصوى ،وطموحه الأعظم : هو أن يلقي الإنسان في الجحيم ،ويحرمه من جنات النعيم ،كما أخبر الله تعالى في كتابه الكريم ، فقال سبحانه Smileإِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ(سورة فاطر،الآية:6 .
ووساوس الشيطان أنواع متكاثرة ،والمذكور هنا من أهمها ويدل المؤمن العاقل إلى التفطن لغيرها ، فنقول :
1- الوسوسة في العقيدة ، وأمور التوحيد :
الشيطان حريص على قذف سمومه في قلوب العباد ،وإيقاعهم في التكذيب والشك بما جاء في كتاب الله تعالى ، وسنة النبي r ، ومن حيل الشيطان وألاعيبه ببعض الناس أنه :


يزين لهم حبَّ الفضـول والسؤال عمَّا لا قِبَلَ لمخلوق أن يدركه عن الخالق عزَّ وجلَّ ؛فيلقي في قلوبهم السؤال عن ما هية الله تعالى ،ووجوده ،والحكمة من خلق الخلق ،وما يقضي به تعالى من تقدير الأشياء وإيجادها خيراً وشراً ،حلواً ومراً ،وقد يقع شيء من هذه الوسوسة لكثير من المؤمنين الصادقين ؛فيدفعونها بالاستعظام والإجلال ،وترى الواحد منهم متألماً من هذه الوسوسة العظيمة في ذات الخالق سبحانه ،متمنياً الخلاص منها،وأن لا تكون في خاطره أبداً ،بل البعض يفضل الموت ولا يدور في خَلَدِه مثل هذه الأفكار الرديئة ،والخيالات الفاسدة ،والتي ينفر منها الطبع السليم ،فكيف بقلوب التائبين،ومن عَقَدَ العزم وأجمع الهمة على فعل الخير والاستزادة منه .
وهذا النوع من الوسوسة : ليس مخصوصاً بزمان دون زمان ،وأناس دون أناس ،بل قد قذف الشيطان هذه الوساوس الخبيثة في قلوب أشرف الخلق بعد نبينا r وهم أصحابه -رضوان الله تعالى عنهم أجمعين- فقد جاء في الثابت عن سيد ولد آدم r جملة من الأحاديث تخبر عن وقوع شيء من هذه الوساوس للصحابة وغيرهم من الناس ، ومن ذلك :



ما أخـرجـه مسـلم في صحيـحه من حــديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال لي رسول الله r : (لا يزالون يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا : هذا الله فمن خلق الله ؟قال فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناسٌ من الأعراب فقالوا :يا أبا هريرة هذا الله فمن خلق الله ،قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم، ثم قال : قوموا قوموا صدق خليلي ) .
وعند مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله r : (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله ورسله) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله r : ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا من خلق كذا؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ) .
وفي المسند لأحمد من حديث عائشة-رضي الله عنه-أنَّ رسول الله r قال : (إنَّ أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقكَ؟ فيقول: الله ،فيقول:من خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل: آمنت بالله ورسله، فإنَّ ذلك يذهب عنه ) صحيح .
وفي صحيح البخاري من طريق عبد الله بن عبد الرحمن سمعت أنس بن مالك-رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله r :
(لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا : هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله؟) .
وفي لفظ مسلم عنه -رضي الله عنه- عن رسول اللهrقال :
(قال الله عزَّ وجلَّ: إنَّ أمتك لا يزالون يقولون: ما كذا ما كذا ؟حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ ) .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:جاء ناس من أصحاب النبي r : ( فسألوه : إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به ، قال : وقد وجدتموه ؟قالوا :نعم ، قال ذاك صريح الإيمان ) .
وعند مسلم - أيضاً-عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- قال: ( سُئل النبيrعن الوسوسة قال : تلك محض الإيمان ) .
وفي المسند لأحمد أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي rفقال يا رسول الله: ( إني أحدث نفسي بالحديث ؛لأن أخرَّ من السماء أحب إلى من أن أتكلم به قال: ذلك صريح الإيمان ) صحيح .

وعند ابن حبان في صحيـحه والبيهقي في الشعب،وابن منده في الإيمان عن علقمة عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-قال :
(سألْنَا رسولَ الله rعن الرجلِ يجد الشيءَ لو خرَّ من السماء فتخطفه الطير كان أحب إليه من أن يتكلم ، قال: ذاك صريح الإيمان ) .
وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال سمعت رسول الله rيقول : (يوشك الناس أن يتساءلوا بينهم حتى يقول قائلهم:هذا الله خلَق الخلقَ، فمن خلق الله؟فإذا قالوا ذلك ، فقولوا : الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، م ليتفل عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان )رواه النسائي في الكبرى وأبو داود وابن أبي عاصم في السنة حديث حسن.
وفي سنن أبي داود عن بن عباس-رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى النبي r فقال: يا رسول الله إنَّ أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكـون حُمَمَة أحب إليه من أن يتكـلم به ،فقالr: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، الحمد لله الذي رَدَّ كيده إلى الوسوسة ) صحيح .
وعند أبي داود-أيضاً- أنَّ أبا زُميل قال: سألت ابن عباس فقلت: ما شيء أجده في صدري؟!قال:ما هو؟ قلت:والله ما أتكلم به ،قال: فقال لي أشيء من شك ؟ قال: وضحك ، قال :
ما نجـا من ذلك أحـد،قال: حتى أنزل الله عزَّ وجلَّ : )فَإِنْ كُنْتَ فِي شَـكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِـنْ قَبْلِكَ(الآية-سورة يونس94.


قال:فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئاً، فقل: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) حَسَنٌ .
قال الإمام النووي -رحمه الله- في شرحه مسلم (2/154-156): ( أما معاني الأحاديث وفقهها : فقولهr Sadذلك صريح الإيمان،ومحض الإيمان)معناه:استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإنَّ استعظام هذا ،وشدة الخوف منه، ومن ينطق به، فضلاً عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً مُحققاً ،وانتفت عنه الريبة والشكوك .

وقيل معناه: أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة؛لعَجزه عن إغوائه ، وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء ،ولا يقتصر في حقـه على الوسوسة ،بل يتلاعب به كيف أراد.
فعلى هذا معنى الحديث: سبب الوسوسة محض الإيمان ،أو الوسوسة علامة محض الإيمان ،وهذا القول اختيار القاضي عياض .
وأما قوله r: (فمن وجد ذلك فليقل آمنت بالله ) وفى الرواية الأخرى : (فليستعذ بالله ولينته )فمعناه :الإعراض عن هذا الخاطر الباطل ، والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه.



قال الإمام المازري-رحمه الله-: ظاهر الحديث أنهr أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعـراض عنها،والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها .
قال : والذي يقال في هذا المعنى : أن الخواطر على قسمين :
فأما التي ليست بمستقرة،ولا اجتلبتها شبهة طرأت ،فهي التي تدفع بالإعراض عنها،وعلى هذا يحمل الحديث ، وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة،فكأنه لمَّا كان أمـراً طارئاً بغير أصل دفع بغير نظرٍ في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه .
وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة: فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها والله أعلم .
وأما قوله r: (فليستعذ بالله ولينته)فمعناه : إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره عنه،وليعرض عن الفكر في ذلك ،وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان ،وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء ، فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته، وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها ، والله أعلم ) .
وقال الإمام الخطابي-رحمه الله-في معالم السنن(8/12) شارحاً قول النبي r(ذاك صريح الإيمان ): ( معناه : أن صريح الإيمان هو الذي منعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم والتصديق به ، وليس معناه :

أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، وذلك أنها إنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله،فكيف يكون إيماناً صريحاً ؛لأنَّ الإيمان: التيقن، وأنَّ الإشارة إلى أنَّ ما وجدوه من الخوف من الله تعالى أن يعاقبهم على ما وقع في نفوسهم: هو محض الإيمان،إذ الخوف من الله تعالى ينافي الشك ) .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في المجموع(7/282) :
(حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له،ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان،كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه، فهذا أعظم الجهاد،و الصريح الخالص كاللبن الصريح ،وإنِّما صار صريحاً لمَّا كرهوا تلك الوساوس الشيطانية ودفعوها،فخلص الإيمان فصار صريحا ..
ولابدَّ لعامة الخلق من هذه الوساوس،فمن الناس من يجيبها فيصير كافراً أو منافقاً،ومنهم من قـد غمرَ قلبه الشهـوات والـذنوب ،فلا يحس بها إلا إذا طلب الدين، فإمَّا أن يصير مؤمناً، وإمَّا أن يصير منافقاً ،ولهذا يعرض للناس من الوساوس في الصلاة ما لا يعرض لهم إذا لم يُصلوا ؛ لأن الشيطان يكثر تعرضه للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربه والتقرب إليه والاتصال به ،فلهذا يعرض للمصلين ما لا يعرض لغيرهم ،ويعرض لخاصة أهل العلم والدين أكثر مما يعرض للعامة، ولهـذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من

الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم ؛لأنه لم يسلك شرع الله ومنهاجه ،بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه ،وهذا مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة ) .
وقال في موضع آخر(10/563) : (فالشيطان لمَّا قذف في قلوبهم وسوسةً مذمومةً تحرك الإيمان الذي في قلوبهم بالكراهة لذلك،والاستعظام له،فكان ذلك صريح الإيمان،ولا يقتضي ذلك أن يكون السبب الذي هو الوسوسة مأموراً به.
والعبد -أيضاً- قد يدعوه داع إلى الكفر أو المعصية فيستعصم ويمتنع ، ويـورثه ذلك إيماناً وتقوى ،وليس السبب مأموراً به،وقد قال تعالىSmileالَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ%فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ(سورة آل عمران،الآية: 173-174 .
فهذا الإيمان الزائد والتوكل كان سبب تخويفهم بالعدو، وليس ذلك مشروعاً،بل العبد يفعل ذنباً فيورثه ذلك توبة يحبه الله بها،ولا يكون الذنب مأموراً به ،وهذا باب واسع جداً .. )(1).
__________
1-وانظر:المجموع(10/765و15/177و22/608) ودرء التعارض(3/117-118)وزاد المعاد(2/460)والفوائد(174)وفتح الباري(13/272-274) وصحيح ابن حبان (1/359)
وتفسير القرطبي(7/348)وعون المعبود(14/11) وغريب الحديث للخطابي (1/646) والنهاية(3/20) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوساوس الوسواس القهري والشيطاني انواعه اسبابه وطرق العلاج المجربة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عااااااجل ( أستكمال العلاج ) لزوجتي ؟ اسئلة عالم الجن والصرع الشيطاني وطرق العلاج
» اسئلة عالم الجن والصرع الشيطاني وطرق العلاج
» العين والحسد وطرق العلاج - منتدى الرقية الشرعية
» اسئلة عالم السحر والشعوذة وطرق العلاج - منتدى الرقية الشرعية
» عالم الجن والصرع الشيطاني وطرق العلاج - منتدى الرقية الشرعية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الرقية الشرعية - Ruqya-Net :: ساحة مواضيع الرقية الشرعية والأمراض الروحية :: عالم الجن والصرع الشيطاني وطرق العلاج-
انتقل الى: